أصبح التعليم في عصر المعلومات وتكنولوجيا التعليم يركز على احتياجات المتعلم الخاصة ومراعاة خلفيته المعرفية وقدراته الشخصية وأصبحت مهمة تعليم ذوي الاحتياجات الأساسية هي أن نعلمهم كيف يتعلمون ويتكيفون مع مجتمعهم ويواجهون حياتهم . وإن الاهتمام بالعملية التعليمية لذوى الاحتياجات الخاصة ورعايتهم يعتبر مطلبا وهذا ما تنص عليه المواثيق الدولية والمحلية وما تكلفه تلك المواثيق من حقوق الطفل المعاق في كافة المجالات واندماجهم في المجتمع لكي نحقق لهم أكبر قدر ممكن من استثمار امكاناتهم ولصالح المجتمع أيضا .
وطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة يواجهون صعوبات عديدة تفرضها طبيعة الإعاقة التي يعانون منها سواء كانت حسية أم جسمية أم عقلية ، حيث تؤكد الأدبيات المتخصصة في هذا المجال وجود صعوبات تتعلق بالذاكرة والانتباه والتفكير المجرد وإدراك العلاقات والتميز وقصور في الحواس. وتمثل هذه الصعوبات تحديا لخبراء التربية الخاصة ومعلميها وأخصائي تكنولوجيا التعليم وغيرهم من القائمين علي تعليم هذه الفئة من التلاميذ ، حيث أنهم مطالبون بتوفير الإمكانات المادية والبشرية اللازمة للتغلب علي تلك الصعوبات بدلا من حذف كل ما يتطلب ملاحظة بصرية أو سمعية , فقد أكدت الدراسات أن استخدام المستحدثات التكنولوجية (الوسائط المتعددة) الملائمة لطبيعة الإعاقة يعد من أهم العوامل التي أكدت فعاليتها في التغلب علي تلك الصعوبات وتحقق الأهداف المرجوة للتلاميذ ذوى الاحتياجات الخاصة.
و نظرا لأهمية دور الوسائط المتعددة بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة قمت باختيار و مقابلة مدرسة الرجاء الخاصة هي مدرسة حكومية للمرحلة الابتدائية ( نظام التعليم العام ) للبنات . تعتبر مؤسسة معلوماتية تقوم بتعليم الطالبات معلومات مفيدة تخدم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة حيث تستقبل الاعاقات الحركية و البصرية و السمعية .
قمنا انا و زميلتي حنان بمقابلة معلمات من مدرسة الرجاء و طلبنا منهم الاجابة عن بعض الاسئلة الخاصة و بعد المقابلة و الحاصل منها تعرفت على هذه المدرسة التي تستخدم الوسائط المتعددة في تدريسها لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة . و الهدف من استخدام الوسائط المتعددة التوضيح والتدريس اذ تسمح الوسائط المتعددة للمعلمات بعرض فهمهم لموضوع ما بطرق متنوعة ، كما أنها توفرللمعلمات الفرصة لتوضيح عملهم وأفكارهم للآخرين . و تزود الوسائط المتعددة الطالبات بوسيلة تواصل قوية وتمنحهم بصائر جديدة في تنظيم وتركيب و تقييم المعلومات .
المناهج الدراسية في هذه المدرسة لا تختلف عن مناهجنا الحكومية كونها مدرسة حكومية . و يتواجد في (الفصل) الصف الواحد 4-12 طالبة حسب العدد الكلي للطالبات . و الاعاقة الغالبة عند الطالبات في هذه المدرسة هي الاعاقات الجسدية (حركية او سمعية ) .
واجهتنا في هذه التجربة بعض الصعوبات الا و هي عدم فهم البعض لمفهوم الوسائط المتعددة والخلط بينها و بين الشبكات الاجتماعية , وعدم القدرة على مقابلة الطالبات و ذلك لأسباب معينة , صعوبة الحصول على المعلومات و الأجوبة المطلوبة من المعلمات فقد كانت الاجابات قصيرة جدا و قد تغلبنا على هذه النقطة من خلال زيادة و تكثيف الاسئلة و خرجنا من هذه المقابلة بمحتوى ممتاز , و الحمد الله لم تكن هناك اي معوقات في هذه التجربة .
ويمكن تلخيص أهمية استخدام الوسائط المتعددة بأنها :
توفر للمتعلم الوقت الكافي ليعمل حسب سرعتها الخاصة دون الإحساس بضغط عصبي .
تيسيرالحصول على المعلومات عن طريق استثارة عدد أكبر من الحواس البشرية .
تساعد الطالب على معرفة مستواه الحقيقي من خلال التقويم الذاتي .
تزود المتعلم بالتغذية الراجعة الفورية .
تجعل العملية التعليمية ممتعة و شيقة .
إن الوسائط المتعددة لا توضع بطريقة عشوائية أو همجية أثناءعملية التدريس وإلا لم تحقق أي نتائج أو أهداف ايجابية ، و لذلك يجب تجنب التعميم فيما يتعلق باختيار الوسائط أو استخدامها .